حين يعود القلب إلى دفء الذكريات…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كم هو جميل أن تخطّ اليد كلماتها من جديد في هذا المكان الذي كان يومًا موطنًا للروح، ومرسىً للأحاديث الصادقة، وملتقىً لأصدقاءٍ جمعتهم المحبة قبل أن تجمعهم الصفحات.
عدتُ اليوم إلى هذا المنتدى، لا كزائرٍ عابر، بل كعاشقٍ للذكريات، كمن يعود إلى بيتٍ قديمٍ تفوح منه رائحة الأيام الجميلة، وتنبض جدرانه بأصوات من أحبّهم، من شاركوه الضحك، والنقاش، والدعم، واللحظات التي لا تُنسى.
كم من اسمٍ مرّ هنا، وترك أثرًا لا يُمحى…
كم من موضوعٍ كتبناه بقلوبنا قبل أقلامنا…
كم من ردٍّ كان بمثابة يدٍ تمتدّ لتربّت على كتف أحدنا في لحظة ضعف أو فرح…
أصدقائي القدامى، أينما كنتم، أتمنى أن تكونوا بخير، أن تكون الحياة قد حملتكم إلى حيث السعادة والطمأنينة، وأن تكونوا في صحةٍ وعافية، محاطين بمن تحبون، ومحققين ما كنتم تحلمون به ذات يوم.
قد تغيّرت الأيام، وتبدّلت الظروف، لكنّ الودّ لا يشيخ، والذكرى لا تموت، والقلوب التي اجتمعت على الخير تبقى نابضة مهما طال الغياب.
أكتب لكم اليوم وأنا أسترجع تلك اللحظات التي كنّا ننتظر فيها ردود بعضنا بشغف، نضحك على التعليقات، نتحاور باحترام، ونتشارك تفاصيل الحياة وكأننا عائلة واحدة.
فإن مررتم من هنا، فدعوا بصمتكم، بكلمة، بتحية، بصورة، أو حتى بنقطة… فقط لنطمئن أنكم بخير، وأن هذا البيت القديم لا يزال يسكن قلوبكم كما يسكن قلبي.
من القلب إلى القلب…
اشتقت لكم جميعًا، واشتقت لهذا المكان الذي علّمني أن الصداقة لا تحتاج وجهًا، بل روحًا صادقة.
دمتم بخير،
أخوكم المحب،
قناص
|